جديد عن رواية #أجواء_مباحة

 


نشرت مجلة "المجلة" استطلاعًا أجرته الصحفية اللبنانية جودي الأسمر شارك فيه أربعة روائيين تحدثوا حول تجربة إصدار أعمالهم الأولى. وهنا الجزء الخاص بمشاركتي في الاستطلاع:

في رواية "أجواء مباحة" للكاتب والشاعر اليمني أحمد السلامي، الصادرة في 2024 عن "دار الآداب" في بيروت، تشكل سماء اليمن مجالا للحروب الدامية، حيث تترافق الانتهاكات المستمرة لأجواء البلاد مع أسئلة حول العنف والفقد والبحث عن الذات.

انطلق الروائي اليمني في عمله الأول من الجانب المظلم من الحرب على الإرهاب التي استخدمت فيها الطائرات المسيرة للقتل العشوائي وإسقاط ضحايا أبرياء.

يقول: "اخترت موضوعا مسكوتا عنه وهو توظيف طائرات الدرونز العمياء في الحروب الغبية التي تعتبر البشر خسائر جانبية، وشعرت بمسؤولية لاستكمال الرواية، فقد كنت أعرف أنني أكتب عن ضحايا حقيقيين، واستغرقت مني الكتابة أكثر من ثلاث سنوات".

يستعيد تفاصيل حافلة بالترقب والمفاجآت في مرحلة إرسال المخطوطة: "اخترت ’دار الآداب’ لأنها احترافية ولها تاريخ عريق. في البداية، أرسلت المخطوطة إلى البريد الإلكتروني الخاطئ، وانتظرت الرد 8 أشهر. وبعد أن أعدت الإرسال إلى العنوان الصحيح، وصلت المخطوطة إلى لجنة القراءة التي أشادت بالرواية فكانت تلك جائزة تعبي، وتكفلت الدار النشر دون أن تحملني أية أعباء، فقد كنت منقطعا عن الطباعة لموقف شخصي منذ 2006 لأنني أقسمت أن لا أدفع مقابل طباعة أي كتاب، الدواوين الشعرية التي صدرت لي سابقا كانت عن اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة. لقد تعاملت الدار معي بأخلاقيات عالية، وأنا ممتن لها على هذه الفرصة، وأعتبر نشر روايتي الأولى معهم بمثابة ولادة جديدة لي في عالم الكتابة".

تجسد هذه الولادة تعريفا جديدا للسلامي في عالم الكتابة، فقد دخله أولا صحافيا، ثم شاعرا، مما يطرح السؤال حول صعوبات تواجهه في إجلاء وترسيخ هويته الروائية. يجيب "بين الشعر والصحافة والرواية من الطبيعي أن التصنيف الحقيقي للكاتب يأتي مع تراكم المنجز، وهذا متروك للزمن وليس للحظة الراهنة، وليس بعد إصدار كتاب واحد أو كتابين، وأرى نفسي كاتبا أتجول بين الأشكال بمساحة من الحرية، وأعرف أن ما يرسخ هويتي هو إنجاز المزيد دون أي استعجال لأن الجودة في البطء. فأنا لا أهتم بالراهنية أو بذائقة الجماهير، بل بدوافع أساسها الشغف بالموضوعات التي تفرض نفسها علي وتشعرني بحاجة للكتابة عنها".

يعتقد بأن الرواية في حد ذاتها تمتلك الكلمة الفاصلة في تقييم جودتها وصناعة سمعة الكاتب، فـ"التكتلات الأدبية موجودة، لكن تأثيرها محدود سواء أرادت إشهار وتلميع نص هزيل أو تقليل النص الذي يفرض نفسه وجمالياته. وقد تسهل العلاقات ظهور البعض في البدايات، لكن العمل الجيد هو الذي يبقى وليس العلاقات".

من هذا المنطلق، يذكر أحمد السلامي بضرورة التشدد في المعايير: "أنا بطبعي قاس على نفسي ولا أنشر عملا إلا بعد التأكد من جودته. ونصيحتي لمن يريد نشر روايته الأولى هي: كن الناقد الأول لعملك، ولا تتساهل مع نفسك ولا تيأس، وفكر في جودة الكتابة قبل أي شيء".

تعليقات

المشاركات الشائعة